أشعر بالسعادة وأنا أكتب هذه الكلمات …
أقصد بالبيت الرقمي هذه المدونة، فأنا الآن أمتلك هذه المساحة التي يمكن أن أسجل فيها نوادر الأفكار، وخواطر الأسحار، صحيح أنني لازلت أفتقد لنسمات الأسحار من بعد أن انقلب نظام نومي رأساً على عقب، لكن سيعود يوماً، سيعود وسيشعل العقل بالأفكار التي تضج محاولة الخروج.
قبل سنوات طويلة، لم أكن أرى لفتح مدونة شخصية أيُ فائدة، في الحقيقة: لم أكن أرى لوجودها أي منفعة دنيوية، لم يكن السبب في نقص في مهارة الكتابة أو عدم وجود ما أكتب عنه، فلقد كنت أكتب في موقعي الآخر بعض المقالات التعليمية عن الفيسبوك وتويتر وبعض التطبيقات الحاسوبية، كنت أرى أن لتلك النوعية من المقالات أثراً ومنفعة، ليس فقط للقارئ، بل أيضاً منفعة مادية تعود على الكتاب ببعض الدولارات (عبر الاعلانات وروابط الإحالات وغيرها).
أما اليوم، فأنا أكتب لأسعد قلبي، أكتب استجابة لغريزة المشاركة التي تلح علي كلما طافت فكرة عابرة أو نبتت في الروح رغبة لقول شيء معين.
اليوم كنت في أحد البقاع الخضراء الجميلة أتمشى مع ابني، حصل موقف صغيرة استخصلت منه فكرة جميلة، تذكرت أنه قد أصبح لي مدنة أكتب فيها بحرية، فسعد قلبي وبدأت أخيط معالم تلك التدوينة التي تلخص تلك الخاطرة والتجربة الإنسانية.
للأسف نسيت الفكرة قبل أن أودعها سجن الكلمات.
لا مشكلة، فالأفكار تتوارد كتوارد الماء من النبع الصافي، دروس الحياة كثيرة ولن تتوقف بالورود مادمت تسعى وتعمل وتجرب، وسآوي إلى هذا الكهف كلما طاردتني الأفكار، سأخرج ما بجعبتي محاولاً تنميق العبارات بدون مبالغة.
لكن من سيقرأ لك أيها المغمور.
لا مشكلة، لم أعد أتهرب من هذا السؤال، لن أقلق هنا عن ترتيب المحتوى في محركات البحث، لن أبالغ في تضبيط ما ينصح به خبراء الـ”سيو” كي تفوز الصفحات بأعلى الدرجات في نتائج بحث قوقل، لأني ببساطة، لا أريد شيء، لا أطلب من هذه الدنيا أي مصلة.
جميل أن تتحرر من أسر المصلحة، أليس كذلك؟
سأعود أنا بنفسي وأقرأ ما كتبت، قد يكون ذلك بعد عشر سنوات من الآن أو عشرين، قد أعود حين أريد تأليف كتاباً فأستعين بالتنقيب فيما هاهنا عن بعض نفاحت العقل أيام النقاء وانجلاء الغمام، أو قد يأتي ابني الذي يشق طريقه نحو الشباب، فيستلهم من تجارب والده بعض الزاد في استكمال الطريق والنجاح فيه.
هذا ما عندي والسلام
جميل واصل تدويناتك
شكراً أستاذ يونس، لقد نلت شرف التعليق الأول (هههه)
أتمنى لك -بصدق- الخير، تحياتي
ولي الشرف بعد يونس بإن أكون ثاني المرحبين فيك بعالم التدوين الكبير.
صدقني ستكون تجربة مختلفة مع المطوّلات الكتابية لا تجدها في التدوين الصغير ” تويتر”.
تحياتي لك عمر.