مقالات نشرتها خلال الأسبوع:
كُتُب بدأت بقراءتها
1. نظرية المعرفة: زكي نجيب محمود
موقع هنداوي يحتوي على عدة كتب للمؤلف (زكي نجيب محمود) رحمه الله، وقد بحثت عن هذا الإسم فوجدت أنه فيلسوف وكاتب مصري قدم عدة من الكتب القيمة (ت: 1993) وقد بحثت من بين مؤلفاته على أي كتاب يكون مدخل لي إلى عقله وفكره، فاخترت هذا الكتاب لأني أصلاً أريد أن أعرف أكثر عن (نظرية المعرفة) فبدأت بقراءة هذا الكتاب (متوفر مجاناً في موقع هنداوي)
2. تاريخ مصر الحديث: جورجي زيدان
هو كتاب يلخص لنا تاريخ مصر من الفتح الإسلامي إلى قبل 100 سنة تقريباً (حتى عصر المؤلف) ورغم ذلك يعطي نبذة مختصرة عن ما قبل الإسلام، عن العائلات الحاكمة وعصر الفراعنة ثم ما بعد ذلك حتى الفتح الإسلامي، بدأت فيه ولا أدري كم حجمه أو أين سأصل فيه، وقد تعودت أن نقرأ أنا وابني جزءاً منه كل ليلة قبل النوم، فهو يدري أجزاء من التاريخ المصري في المدرسة، وأحببت أن يستفيد (وأستفيد أنا كذلك) في تثبيت المعلومات وربطها وبناء صورة شاملة عن تاريخ مصر بكامل مراحله وأبرز نقاطه وفصوله. (متوفر في هنداوي).
3. لو أبصرت ثلاثة أيام
كنت أقرأ جزءاً من كتاب (قصة حياتي العجيبة) الذي كتبته الإنسانة المبدعة (هيلين كيلر) وذلك كل ليلة قبل النوم مع أطفالي (أنصح بقراءة الكتاب مع أطفالك حتى يتعلموا مما فيه من دروس وقيم ويستشعروا نعم الله عليهم)، ثم انتهت رحلتنا في الكتاب، لكن قلوبنا بقيت متعلقة بهذه الشخصية، لم نكن نرد أن ينتهي الكتاب (الرحلة)، لذلك قررت أن أعود لقراءة كتاب آخر لنفس المؤلفة، فوقع الاختيار على هذا الكتاب، فكان مساء الخميس هو أول جلسة قرائية مع الأطفال، والكتاب صغير لا يزيد عن خمسين صفحة.
حلقات صوتية ومرئية
1. كانوا يتعلمون الأدب (بودكاست)
حلقة صوتية من بودكاست (نقطة) للشيخ عبدالله العجيري، والحقيقة أني أستمتع وأستفيد من حلقاته الدسمة تلك، وهو عقلية موسوعية وقارئ نهم وذو نفس طيبة وأخلاق عالية، وفي هذه الحلقة تحدث عن مشكلة (قلة الأدب) أو (الخشونة في التعامل) في الأوساط العلمية وبين طلبة العلم، فأتى بنماذج وأخبار مشرفة من تاريخنا الإسلامي، ثم تحدث عن أمور دقيقة في مسألة الهوى والدافع والنية من المناظرات والرد والنصيحة، وقد ذكر عدة تجارب شخصية ومواقف أسقط عليها التحليل والتدبر ثم استخلاص الفائدة والعبرة، كانت حلقة زاخرة وممتعة.
2. سلسلة: قراءة في مقدمة ابن خلدون
هي سلسلة حلقات على اليوتيوب ينشرها الدكتور محمد سليم العوّا في قناته، كل حلقة نصف ساعة، وفيها يستعرض كتاب (مقدمة ابن خلدون) بالقراءة والتحليل والشرح، وجدتها فرصة حتى أتعرف على هذا الكتاب المشهور والمهم في علم الاجتماع، وخاصة أنه يأتي -في هذه الحلقات- مشروحاً مرفقاً به التحليل والتوضيح، لأني ليس متخصصاً وربما لو قرأت الكتاب فلن أتمكن من استيعابه بكامل أركانه. وخلال الأسبوع شاهدت عدة حلقات من هذه السلسلة التي لا يزال الدكتور ينشرها أسبوعياً في قناته.
مقالات قرأتها
١. الهواتف الذكية تقلل من قيمة التعلم
يذكر الكاتب أن التقنية أو الانترنت قد جعل الطلاب أقل ذكاءً، فهم لم يعودوا يمارسون التفكير النقدي، وصارت الإجابات متوفرة دائماً في الانترنت، وصار التركيز على سؤال (كم ومتى وماذا) أكثر من سؤال (كيف) الذي يتطلب التفكير والتعليل، وغيره من التفاصيل التي تحاول إرسال رسالة مفادها: أن التقنية قد ساهمت في إضعاف ذكاء الطلاب وأنها مظهر سلبي في جانب التعليم.
[عني] قد أتفق جزئياً مع ما طرح الكاتب، لكن يمكن -مع بعض التوجيه والضبط- أن يساهم الهاتف والحاسوب في رفع كفاءة التعلم، ولا أقول هذا الكلام جزافاً، بل أن لي تجربة مع ابني البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، ولعلي أشاركها في مقالة مستقبلية إن شاء الله.
٢. أهداف العام الجديد، بين أوهام التغيير والتجديد
مقالة معقدة المعنى والمبنى، كان من الممكن أن يسير الكاتب وفق أسلوب أسهل واكثر سلاسلة، وبرغم ذلك ففيها الكثير من المعلومات والاقتباسات، ويحاول الكاتب إيضاح مشكلة التجديد والتغيير في أهداف العام الجديد، بمعنى أن الناس تميل إلى وضع أهداف جديدة في حين أنهم لم ينهو أو يلتزموا بالأهداف القديمة (أهداف العام المنصرم وما قبله من أعوام)، أيضاً تدعو المقالة إلى الاهتمام بتثبيت العادات الحسنة وأن نسير نحو التغيير وفق خطوات صغيرة نداوم عليها يوماً تلو آخر.
مقالة تستعرض ملخصاً لحياة عبدالله القصيمي، أعطتني معلومات أولية جيدة لكن المؤلف لم يذكر كل تفاصيل حياته وخاصة بعد التحول العقائدي والفكري، وأعتقد أن فيها نوعاً من عدم الإنصاف، وأنها لم تغطي الجانب الإنساني من الشخصية (أنظر في الأسفل في البند الثالث من فقرة: شخصيات).
شخصيات قرأت عنها
1. أحمد محمد عوف (ت: 2007)
عرفت أنه كان -رغم كبر سنه- يشارك في إضافة المقالات والمحتوى إلى موسوعة ويكيبيدا، وقد نشر كتابه (موسوعة حضارة العالم) في wikibooks بالمجان، أعجبني سلوكه هذا، أن يجاري الشباب في هذه الأدوات الجديدة وأن يستمر في العطاء والإنتاج عبر منصات لا تمت إلى جيله بصله (صفحة مساهماته في wikipedia) – (التعريف به في وقع المعرفة) – (مساهماته في ويكي بوكس).
2. الشاعر عثمان حلمي (ت: 1962)
ذكره د. محمد سليم العوى في نهاية الحلقة السادسة من سلسلة: قراءة في مقدمة ابن خلدون، وهو شاعر اسكندراني له قصادئد تميل إلى التأميلة وفلسفة الحياة، قرأت له قصيدة (آية الصبح) فنالت إعجابي، وقد أنشدها يوماً ما على قناتي.
3. عبدالله القصيمي (ت: 1996)
شخصية غريبة جاء ذكرها في حلقة بودكاست نقطة، قضيت ليلة وأنا أقرأ عنها وأقرأ ما قيل من مراجعات عن كتبه، وهو -باختصار- طالب علم ألّف كتاباً ضخماً -في بداية عهده- يدافع فيه عن الإسلام وعن السلفية، فنال الكتاب شهرة واسعة (كتاب: الصراع بين الإسلام والوثنية)، ثم بعد ذلك بسنوات تغير توجه فأصبح يهاجم الفكر الديني في المجتمع، ثم تطورت كتبه بعد ذلك حتى تم وصفه بأنه ملحد أو مجدف على أحسن الأحوال (كما قال الدكتور عدنان ابراهيم في أحد مقاطعه)، وقد قيل أنه في آخر حياته كان يقرأ القرآن ويرتله وهو في المستشفى (كما قيل في هذا المقطع)، وتبقى شخصيته مثاراً للجدل.
كتب عنه وعن كتبه العديد من الأشخاص في موقع goodreads، والخلاصة التي وصلت إليها أنه كان مهاجماً عالي الصوت (عب ركتبه) سواء قبل التحول أم بعده، وقد ألف كتاباً بعنوان (العرب ظاهرة صوتية) فكان هو الظاهرة الصوتية لأنه قدم احتجاجات (حتى على الإله كما هو من عنوان كتابه: الكون يحاكم الله) ولم يقدم حلولاً أو فكراً يمكن الاعتداد به، وأنه كان يمتلك أفكاراً جيدة وأسلوباً بيانياً جذاباً لكنه للأسف لم يسخره في الاتجاه الصحيح (من وجهة نظر البض). وتبقى الخلاصة التي خرجت بها مما قرأت واطلعت أنه رجل (تائه)، وأن السبب الأصلي في انحرافه قد يكون العجب (كما قيل)، وهذه مشكلة خطيرة، حين يهتم الانسان ببناء الساق قبل تثبيت الجذور، أي أن يكون له صيت وإنجاز يُحفل به في المجال الديني قبل أن يُثَبّت عرى الإيمان وحب الله عز وجل، وطبعاً نحن لا نحكم على الناس وعلى بواطنهم فالله أعلم بالبواطن، ولا أدري ما يفعل به ولا بي فهو الآن بين يدي أرحم الراحمين، إنما فقط أحاول استنباط الدرس والعظة والعبرة. (رابط: مقالة تعريفية عنه في ويكيبيديا).
4. طارق عبدالمعطي
من هو طارق عبدالمعطي؟ هذا الشخص الذي ساقتني الأقدار إلى موقعه في الانترنت صدفة، ثم قرأت الكثير مما كتب وكتب عنه وما نشره من فيديوهات، إنه شخص مهتم بـ (علوم مصر القديمة) لديه موقع صغير في الانترنت ، يقول فيه أن اكتشف أن لغة الفراعنة (اللغة الهيروغليفية) قد تم تفسيرها بشكل غير صحيح من قبل شامبليون قبل أكثر من 200 سنة، وأن الناس سارت على تلك الترجمة وتم تفسير الكثير من الآثار المخطوطة عبر تلك الترجمة بطريقة غير صحيحة، لكنه اكتشف الترجمة الصحيحة، وقد أدى ذلك لاكتشافات مذهلة حين ترجم الكتابات القديمة عبر تفسيره الجديد، وحاول بين العامين 1997 و 2000 التواصل بالمتخصصين والأكاديميين وطبع كتيب صغير فيه اكتشافه المذهل (حسب اعتقاده) لكن أحداً لم يصدقه، وقد اتهمهم بتجاهل بحثه بهدف حماية مصالحهم كون أبحاثهم وإنتاجاتهم الأكاديمية والآلاف من رسائل الدكتورة قد بنيت على تلك الترجمة، لذلك لم يصل صوته للمسؤولين ولم يجد أي حفاوة بما وصل إليه.
المهم أنه ظل على مدى سنوات طويلة وهو يكافح وينافح، فتجد له بعض اللقاءات التلفزيونية، وقد قام بإنشاء هذا الموقع المجاني عبر صفحات قوقل المجانية، وأنشأ قناة يوتيوب وحساب في الفيسبوك وتويتر، وكل همه أن يصل صوته، أن يعلن للعالم اكتشافه الرهيب، أنه تمكن من ترجمة اللغة المصرية القديمة، لكن للأسف لا حياة لمن ينادي.
ثم بالمصادفة أكتشف أنه قد مات، مات في 2019 أو 2018، فحزنت عليه، وأنا لا أعلم هل ما يقوله حق (فهنالك اعتراضات كثيرة على أقواله وخاصة أنه ليس متخصصاً في هذا المجال) لكني أعتقد أنه كان مؤمناً بما لديه، فمات مقهوراً مبحوح الصوت، وترك إرثه ومسيرة بحثه وآثار كفاحه خلفه عبر صفحات قوقل المجانية أو عبر اليوتيوب وتويتر وغيرها من المنصات التي تبقى حتى بعد أن يرحل صاحبها.
علماً أني وصلت إلى صفحته بسبب قراءتي لكتاب (تاريخ مصر الحديث) ففي بداية الكتاب يعرض المؤلف تاريخ المصريين القداما، وقد كنت أتوقف عن القراءة أحياناً وأذهب إلى قوقل لأبحث عن بعض الآثار الباقية والصور والمواقع الأثرية التي قيلت في الكتاب، فقادتني الصدفة إلى موقع ذلك الأخ رحمه الله، الأخ طارق عبدالمعطي.