مراجعة سريعة للمجموعة القصصية (وشاية الليلك) للكاتب اليمني الدكتور فارس البيل

الكتاب رقم 4 في 2020
مجموعة قصصية بعنوان (وشاية الليلك) لـ: فارس البيل

لو أردت أن أعبر عن هذه القصص بكلمة او كلمتين، لقلت أنها (دافئة).
لغة الدكتور فارس عذبة رقراقة، أما القصص التي عددها 12 فهي متنوعة، منها ما تدور أحداثه في الريف، ومنها ما هو في الحضر، منها ما ينتهي ببعض الحزن، ومنها ما يدغدغ عواطفك ويستثير ضحكتك، هي قصص تعبر عن بعض الواقع، وتعكس جوانب من الحياة وما فيها من تناقضات.

هنالك من القصص ما يختزل سنوات في أسطر، وقد أعجبتني خفة الانتقال في الأزمنة التي يتبعها الكاتب، حيث يدع للقارئ بعض الفجوات التي من خلالها يستنتج بنفسه أن أشهراً أو سنوات قد مرت، دون أن يطنب أذنيك بعبارات تزيد على النص وتأكل بعض جماله.

يبدع الكاتب في وصف المكان، وينتقل بالقارئ بعقله إلى عالم القصة بما فيها من مشاعر وأحاسيس، يختار كلماته بحرص، وينتقي الألفاظ البلاغية التي تستوقفك مراراً لتتأمل بعض جمالها.

بدأت رحلتي بقصة (وراء البريق)، وأعادتني الكلمات إلى جو الريف العليل وطيبة الناس الأصيلة، ثم حلقت بي القصة وأوصلتني في نهاية المطاف إلى حكمة اختزلها أحد الحكماء اليمنيين بقوله (عز القبيلي بلاده… ولو تجرع وباها).

ثم انتقلت إلى (تحت المطر)، والتي تباطأ الزمن فيها بشدة، فبدلاً من أن تحكي لك القصة ما حدث في فترة، ركزت على مشهد حدث في نصف ساعة، يحكي مصادفة غريبة، لقاء وحوار تفهم من خلاله كيف سارت الأمور وإلى أين آلت، كي تستخلص -في نهاية المطاف- الرسالة التي تعبر عن حال هذا الزمان، وما يحدث من بني الإنسان.

تحاول القصص -في الغالب- عرض مشاكل اجتماعية من الواقع العربي، لكن بأسلوب أدبي يدع للقارئ حرية القرار والحكم، والبعض منها يكتفي بالسرد الجميل لمواقف ومشاهد من الحياة.

في الأسفل بعض الاقتباسات التي تعكس جمال لغة الكتاب، والكاتب.

وشاية الليلك