تقرير اكتساب المعرفة 2 (22 يناير)

نشرت بفضل الله التالي:

كتب بدأت بقراءتها

مصطلح التاريخ

هذا هو الكتاب الأول في مبادرة (زوادة)، وهو كتاب يفترض بالمشاركين انهاءه في أسبوع، هو كتاب صغير كتبه أحد علماء التاريخ، هو (أسد رستم) أكاديمي مسيحي لبناني، درس التاريخ وألف فيه ثم بعد فترة ألف هذا الكتاب الذي يشرح فيه الأسس التي يقوم عليها كتابة التاريخ والتحقيق فيه، وهذا الكتاب لوقي بحفاوة واهتمام ونال قسطاً من الشهرة، والمؤلف (رغم أنه مسيحي) إلا أنه يشكر ويقتبس من علماء الإسلام وعلماء الحديث على وجه الخصوص كونهم قد ابتكروا منهجاً فذاً في التحقيق والبحث والتأليف. (التحميل المجاني)

المشوق إلى القرآن

كتاب مطبوع وإلكتروني من تأليف (عمر الشرقاوي) وقد بدأتُ فيه فوجدت في أوله الكثير من النقل عن كتاب (هذه رسالات القرآن) للشيخ فريد الأنصاري رحمه الله، فلم أتشجع لإكمال قراءته لأني قد قرأت كتاب الأنصاري سابقاً. (تحميل مجاني).

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

أحد كتب ابن القيم المشهورة، هو كتاب إيماني ذُكِر عنه أنه تطرق -في نصفه الثاني- إلى مسألة الذكر وأنه يتعمق في هذه المسألة، والذكر في حقيقة الأمر له أهمية كبيرة وتأثيراً مهماً على حياة المسلم لكن أيضاً -في اعتقادي- أنه من الموضوعات المهضومة فكراً وتدقيقاً وتأثيراً على حياة الفرد والمجتمع. (تحميل مجاني)

حلقات صوتية ومرئية

طب الأرواح

يتحدث الشيخ العجيري في هذه الحلقة الصوتية (ساعة ونصف) عن الجانب الإيماني والسلوكي، ويطرح القضية من منظور علمي تحليلي، الجو السائد للحلقة فيه انتقاد هادئ وتسليط الضوء على جانب من المشكلة التي تتلخص في الجفاف الإيماني أو الروحي في الوسط العلمي الشرعي، يتحدث الشيخ عن التصوف الإسلامي (على استحياء كي لا يصتدم بالمجتمع السلفي الذي يحارب هذه الكلمة بكل ما فيها) يوضح أن علم السلوك والذوق ليس كله بدع وخرافات وأن مشائخ من السنة والجماعة لهم باع في هذا المجال، أمثال ابن القيم وابن تيميه، ويشير كذلك إلى كتاب الإحياء للغزالي وإلى الحكم العطائية وأن فيهما فوائد، وأنه يجب أن لا يكون هذا المجال حكراً على أهل التصوف بل يجب أن يكون له حضوره في الأوساط التي تلتزم بالسنة وتحارب البدعة.

[عني] أجد أن هذا الموضوع من أهم الموضوعات، والشيخ مشكوراً قد حاول تسليط الضوء عليه لكن بشيء من الحذر، والجميل في الأمر أن الشيخ العجيري محسوب على المجتمع السلفي (حسب توقعي) وأن هذا الطرح يناسب هذا المجتمع، لأنه قادم من أحد أفرادها ولأنه طرح يوافق الأفكار والقناعات السائدة في ذلك الوسط،  بمعنى أنه محاولة لتغير الأفكار وليست من أجل الصدام (تغيير من الداخل)، وهذا ما نحتاجه فعلاً، أن تكون النية هي المساهمة في التغير وليس مجرد إبداء وجهة النظر أو إفحام المخالف.

من الكتب الذي ذكرت في الحلقة، (فن الدعاء والذكر/ محمد الغزالي) الذي امتدحه الشيخ وأثنى عليه، (إحياء علوم الدين) الذي امتدحه أيضاً مع بعض التحفظات، (مدارج السالكين) لابن القيم والذي هو في بعض أجزاءه شرح لكتاب (منازل السائرين) للهروي.

مقالات قرأتها

1. لماذا يكتب عشرون كاتباً ناجحاً

تطرح المؤلفة سؤال “لماذا يختار البعض مهنة الكتابة، وهي لا تعدُ إلا بالفقر والرفض والشك الذاتي؟ لماذا يستيقظون في الصباح، بل في الصباح الباكر جدًّا، ويدخلون إلى قفصهم الاختياري، ثم لا يحظى سوى واحد بالمئة سنويًّا من مليون مخطوط في أمريكا على إيماءة الموافقة بالنشر، وثلث الكتب المنشورة فقط هي التي تدرُّ ربحًا! فأي شيء يدفعهم لهذا العناء؟”.

المقالة هي مراجعة وملخص لكتاب نشره دار تكوين وبثينة العيسى قبل عدة سنوات، وهو كتاب مترجم بعنوان “لماذا نكتب؟ عشرون من الكتاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة”، أعجبتني المقالة، وقد وجدت من بين ردود الكتاب بعضاً مما في نفسي، فكأنهم تحدثوا بلساني، ومن ذلك ما قالته (إيزابيل الليندي):

“كل قصة هي بذرة في داخلي تنمو مع الوقت”، “أريد أن أحدث تأثيرًا في عقل القارئ، وقلبه”، “أحياناً يجري قلمك بما لم تخطط له، دعه يسيل”، “املأ احتياطاتك بالسفر، والحديث مع الناس، والقراءة والتأمل”

والحقيقة أن المقالة جميلة إلى درجة أنه لا يمكنن الاكتفاء بقراءتها فحسب، بل تولدت فيّ رغبة في كتابة مقالة كانعكاس لبعض تلك الاقتباسات أسرد فيها تجاربي ووجهات نظري.

2. رأسماليَّة المراقبة: من يتحكَّم فيك عن بُعد!

مقالة طويلة وتحتاج تركيز، عن الخصوصية وشركات التقنية العملاقة (فيسبوك وقوقل على سبيل المثال) والجدل الحاصل هذه الفترة بسبب إمكانية وصول تلك الشركات إلى البيانات ومعرفة الكثير من تفاصيل البشر ومن ثم تخزينها والاستفادة منها، والكاتبة هي أستاذة في كلية هارفرد للأعمال ولديها كتاب عن نفس الموضوع، وقد كتبت تعليق نهاية المقالة هذا نصه:

مقالة دسمة من أكاديمية متخصصة ومهتمة، لكن من جانب آخر فيها نوع من المبالغة أو ربما عدم الإنصاف، لكن قد نفهم هذا كونه موجه من طرف واحد ضد الطرف الآخر (شركات التقنية العملاقة)، وعلى الطرف الآخر أن يدافع عن نفسه بالحجج المنطقية والأدلة والبيانات.

بشكل عام يمكن أن نختصر المقال إلى أنه دعوة لأن يواكب قطار التشريع (الذي يسير ببطئ) قطار التقدم التقني، لأن القطار الأخير يسير بسرعة لم يسبق لها مثيل، وهذه السرعة تدفعنا إلى تقبل الأمر الواقع دون التفكير بالعواقب المستقلبية وما ستؤول إليه الأمور.

قد يكون أصحاب تلك الشركات الكبرى (قوقل وفيسبوك وغيرهم) أناس صالحون لديهم نيات طيبة، لكن هل سنضمن ذلك فيمن سيأتي بعدهم، هو سؤال يشبه التساؤل الذي نطرحه حول الدول الكبرى التي تمتلك القوة المدمرة لكنها لا تستخدمها ظلماً وعدواناً لأن السلطة التي تدير البلاد هي سلطة ديمقراطية وخاضعة لمراقبة الشعب، لكن ماذا لو تغير نظام الحكم في ذلك البلد الذي يمتلك من الأسلحة ما يمكن أن يدمر الكرة الأرضية بمن فيها.

إذاً لا جديد، سواءٌ تحدثنا عن امتلاك القوة أو امتلاك المعرفة (أو من يحدد من يملكها)، هي سنة المدافعة بأشكال مختلفة، ولذلك ستظل الجدالات تدور وسيستمر كل طرف في المضي في طريقه، وعلى الشعوب الأخرى التي تكتفي بالمراقبة أن تبدار ليكون لها حضور في المشهد.

ورغم ذلك يبقى المشهد ضبابياً والمستقبل صعب التنبؤ، الواضح أن المستقبل يخبئ لنا الكثير، لكن ما هو أو كيف هو؟ الله أعلم.

3. التنافر المعرفي (أو الإدراكي)

مقالة في ويكيبيديا تلخص هذه النظرية المدرجة في علم النفس (أيضاً: محاضرة TEDx، ومقالة باللغة الانجليزية)، وفي الحقيقة هذه النظرية يمكن أن تفسر لنا الكثير من الظواهر الإنسانية، ويمكن ربطها بما يحدث من حروب حالية بين الطوائف الإسلامية، مثلاً أفراد طائفة معينة حين تحارب الطرف الآخر معتقده أنها على صواب وأن الحق معها، قد يؤيد الفرد هذه الطائفة بكل قناعة، وحين تصله أخبار بظلم قيادته وارتكابهم بعض الجرائم الغير مقبوله ديناً أو عرفاً، حينها يحصل (التنافر المعرفي) حيث تتضارب الفكرتين، فكرة أن القيادة على حق وصواب، وفكرة أن تلك الأفعال ليست صواب، وهنا يحدث أحد أربع خيارات قدمتها هذه النظرية، الخيار الأول هو الإنكار، إنكار المعلومات الجديدة لعدم حدوث تعارض داخل عقل الفرد، فيقول أن هذا غير حقيقي وأن وسائل الإعلام المناؤة تكذب وتفتري، وأن أي صورة أو فيديو هو ملفق، والخيار الثاني هو أن يغير الإنسان من سلوكه حتى لا يحدث تعارض، مثل أن يقلع المدخن عن التدخين حين يعلم أنها قد تهلكه، وفي مثالنا السابق يقوم الفرد بالتوقف عن دعم الجماعة أو الطائفة (حتى لا يحدث تنافر معرفي) أما الخيار الثالث هو تبرير السلوك أو الوصول لمواءمة معينة (قناعة) حتى يزول التنافر، مثل أن يبرر الفرد ما تقوم به جماعته بأنه أمر ضرروي ومؤقت لما فيه المصلحة العامة، والخيار الرابع هو تبرير السلوك بإضافة مدركات (أو معلومات) جديدة، كأن يقوم الفرد بمشاهدة ما يقوم به الطرف الآخر من أفعال وجرائم حتى يبرر جرائم قيادته.

هذه النظرية يمكن أن يستخدمها البعض للتشكيك في الدين، وخاصة حين يستنتج البعض أشياء مما يسمونه (إعجاز علمي) فيدّعوا مثلاً أن هذه النظرية قد تحدث القرآن عنها قبل ١٤٠٠ سنة، ثم تأتي نظرية أخرى لتنقض النظرية، هنا يمكن للطرف المعادي للإسلام أن يستغل الفرصة ويشكك في الدين فيورد هذه المعلومات (العلمية) الحديثة، فيحدث (تنافر معرفي) عند المسلم، فلديه قناعه سابقة تقول أن القرآن حق وأن القرآن قال كذا وكذا، لكن هنالك أشياء تعارض ما في القرآن (تعارض فهمنا له) وهذا يعتبر (تنافر معرفي)، حيث تعارضت هنا معرفة مع معرفة أخرى. وهنا أمام الفرد أربعة خيارات، واحد منها هو أن ينفي المعتقد السابق، أي القرآن الكريم، بمعنى أن يخرج من الدين ويصبح ملحداً أو لادينياً (لأنه حسب قوله وجد تعارض بين ما يقوله العلم وما في القرآن) أما الخيار الثاني فهو أن يرفض المعرفة الجديدة التي أحدثت تعارض (وخاصة إن كانت نظريات تحتمل الصواب والخطأ)، أو (الخيار الثالث) قد يضيف تبريرات بأن هذا هو فهم بعض المفسرين لتلك الآية، وليس شرطاً أن تعني كذا وكذا (وخاصة حين يمكن تأويلها)، ثم يأتي بأقوال أو تفسيرات أخرى للآية لا تتعارض مع الحقائق أو النظريات، وهذا هو الخيار الرابع (إضافة مدركات جديدة).

4. رسائل والدي: عن الغربة والاغتراب في وطن الغريب

سرد من ذاكرة الكاتبة التي ذهبت إلى أمريكا في بداية شبابها في منحة تعليمية وعلاقتها مع والدها الذي بعث معها بدستة رسائل لتصحبها أثناء غربتها، كتبت بطريقة أدبية مليئة بالحب والحنين.

[عني] أحيت المقالة في عقلي فكرة (الكتابة لشخص قادم) حيث أتساءل: لماذا لا يكتب الآباء والأمهات لأبنائهم ويخبئونها، مثلاً يسجلوا بعض الذكريات أثناء طفولتهم وكلما مرت ذكرى كتبوا عنها ثم يهدو ذلك الملف (أو الكتاب) إلى ابنهم حين يكبر، وما المانع أن يكتب الوالد بعض التوجيهات وبعض دروس الحياة التي يريد أن يستفيد منها ابنه حين يستقل ويبدأ بشق طريقة، بالتأكيد هنالك أخطاء وقع فيها يريد لأبنائه أن لا يقعوا فيها، أو هنالك نصائح وتوجيهات لم يتقبلها الطفل في صغره، فيسجلها الوالد أو الوالده في تلك الوريقات، قد يسافر الشاب في منحة أو ينفصل عن أسرته لأي سبب، فيقرأ ما كتبه أحد الوالدين ويستفيد مما فيه ويتعلم لأنه أصبح بعيداً ولأن الشوق والحنين سيحتم عليه تقبل كل كلمة يقولها له أبوه أو أمه عبر الأوراق.

5. وجود الإله: الرياضيات تأتي أخيرًا بالإجابة

مقالة صعبة تناسب المختصين والمهتمين (أيضاً كان يمكن ترجمتها بشكل أفضل) وقد اضطررت أن أقرأ مقالة أخرى عن (مبرهنة عدم الاكتمال) حتى أفهم أكثر، والمقالة هي خلاصة أبحاث قام بها عالم يسمى كرستوف بنزموللر (يمكن قراءة خلاصة الأمر عبر هذا الرابط ثم العودة للمقالة الرئيسية).

شخصيات تعرفت عليها

الشيخ محمد بشير الباني

كانت حصيلة هذا الأسبوع قليلة الكم كثيرة الكيف، يكفي أن تتعرف على أحد الرجال الصالحين حتى تستفيد من علمه وأفكاره وخواطره، بالصدفة في الفيسبوك وقعت على فيديو للدكتور عدنان ابراهيم وهو يتحدث عن هذا الشيخ السوري رحمه الله، فشاهدت له بعض المقاطع في اليوتيوب وارتاحت نفسي له.