نشرت هذا المنشور على عجالة في الفيسبوك بداية العام، فأحببت أن أوثقه هنا كي لا يضيع في غياهب النسيان والإهمال.
1- مهم جداً، أن تكتب خطة السنة، وليس شرطاً أن تكون ذات مواصفات معينة، يكفي أن تكتب، ورقياً أو إلكترونياً، بعض النقاط السريعة لما تنوي فعله وإنجازه.
…
2- فرّق بين (تحقيق الأهداف) و (اكتساب العادات) مثلا الجري في الصباح هو (عادة) وليس (هدفاً) كذلك المحافظة على الصلاة أو ورد القرآن أو غيرها من العادات المهمة لحياتك (الروحية والعقلية والجسدية)، أما الأهداف فمن قبيل (اكتساب مهارة جديدة) وهذا هدف في باب (تطوير الذات) أو هدف (بداية مشروع جديد) وهو هدف في باب تحسين الدخل، حاول ان تكون خطتك متضمنة لكلا الأمرين: العادات والاهداف.
…
4- حاول أن تبتعد عن المؤثرات الخارجية وقت كتابة الخطة، مثلاً: لا تكتب خطتك وأنت متأثر بزميل لك في العمل يريد أن يصل لمنصب المدير، فتكتب (أن أكون مدير الإدارة)، فقد لا تحب عملك من أصله ولا يتماشا مع ميولك وشغفك، قد يكون الهدف المناسب هو (حضور دورات في مجال آخر) كي تتمكن في المستقبل من تغيير عملك إلى ما ترغب فيه حقاً.
…
5- اكتب الأهداف التي تعتبر (أسباباً) ولا تكتب أهدافاً تعتبر (نتائج)، مثلاً المال هو نتيجة، لكن أن تفتح مطعماً جديداً أو قناة يوتيوب هو (سبباً) أنت قادر على فعل السبب لكنك لا تضمن تحقق النتيجة، لا تكتب هدفاً من قبيل (تحقيق دخل مقداره ألفي دولار شهرياً)، أبعِد المال من خارطة خطتك.
…
6- لا تستعجل في كتابة الخطة السنوية، خذ وقتك بالرااااااحة، أنا مثلاً لم أكتب الخطة حتى الآن، لكني بدأت بالتفكير بها منذ أول يوم في السنة الجديدة.
…
7- فكر في الخطة ملياً وعلى مدى عدة أيام، حاول الخروج إلى المنتزهات وخذ قسطاً كبيراً من المشي في الشوارع وفكر مع نفسك فيما تريد تحقيقه فعلاً بحيث يتماشا مع صورتك الشاملة لنفسك وما يحقق الرضى الذاتي ورضى رب العالمين.
…
لا تنسى أن هذه الخطة ستبقى معك لمدة سنة كاملة، وأنك لا تريد خرق بنودها، ما ستحدده اليوم ستلتزم به لإثني عشر شهراً، لذلك اعرف جيداً ما تريد.
…
8- لا تتعذر بالظروف، أياً كانت ظروفك يمكن أن تكتب خطة وأن تسعى لتحقيق أهداف، بل أن ظروفك الصعبة (أو ظروف بلدك) هو ما يدفعك أكثر لأن يكون لك خطة وأهداف ثم تسعى لتحقيقها، تحرك لتتغير الظروف السيئة التي تحيط بك ولو حتى زاحفاً، المهم لا تعجز مادام قلبك ينبض وقدمك تسعى.
…
9- فكر في الصورة الكبيرة، فكر أين تريد أن تصل بعد عشر أو عشرين سنة، وضع أهدافاً (وعادات) تقربك خطوات وتساهم في رسم تلك الصورة.
…
10- حتى لو كنت مشغولاً ووقتك لا يسمح، سوف تجد -في الغالب- متسعاً لأهداف جديدة أو عادات حميدة، هنالك مساحات فراغ “هوائية” بين كل عمل وعمل في يومك، تلك المساحات تُملأ تلقائياً بالملهيات والمشتتات (مثل الجلوس في القهوات والمقايل والتجول عبر الشبكات والصفحات)، أنت فقط ضع الأهداف وحدد العادات ثم زاحم بها وستكتشف أن هنالك متسعاً.
…
11- الخطوة الأولى هي وضع الأهداف وتحديد العادات، ومن الطبيعي ان يكون لديك تصور في كيفية تنفيذها، أي: الأعمال التي ستقوم بها يوم بعد آخر، أو تلك المهام الغير دورية (مثلاً حضور دورة أو دورات تدريبية)، يمكن أن تكتب موضحاً تلك الخطوات ضمن الخطة، أو أن تحتفظ بها في بالك وعقلك، لكن تأكد أن تحاسب نفسك بداية كل أسبوع وبداية كل شهر، وأن تلزم نفسك بتلك الأعمال (الخطوات) كل يوم.
…
12- إن كان هنالك الكثير من الأهداف أو الرغبات التي تريد تحقيقها، فحاول أن تجلس مع نفسك أمام ورقة بيضاء وقلم، وتكتب كل تلك الأهداف، ثم تسأل نفسك عدة أسئلة على كل هدف: لماذا أريد تحقيق هذا، مالذي يعنيه لي في حياتي، هل أنا متأثر بمؤثر خارجي أم لا، هل يعتبر خطوة مهمة لتحقيق رسالتي الكبرى في الحياة …الخ، ثم قارن واختر الأهداف المهمة حقاً والتي تضم لك النجاح في حياتك الممتدة من الحياة الدنيا إلى الآخرة.
…
13- يجب أن يكون من ضمن الخطة: عادات إيمانية (تطوير الجانب الروحي) وفي الغالب تتمحور حول الذكر والصلاة، وكل واحد فينا يحتاج ليطور جانباً من الجوانب، والمؤمن يجب أن يتقرب أكثر فأكثر، مثلاً أن تتعود على قراءة ورد من القرآن (أو أن تزيد فيه)، أو تحافظ على صلاة المسجد (أو تبكر إليها)، أو تلتزم بالسنن (أو تقوم الليل)، أو تتعود على جلسة ذكر يومية قبيل الغروب أو بعد الشروق، وغيرها مما تحتاجه حياتك، ويفضل أن يكون ذلك بعد جلسة مصارحة وإعادة حسابات.
…
14- يجب أن تحتوي خطتك على هدف أو عادة لقراءة الكتب، حدد هدفاً لا يقل عن كتاب كل شهر (على أقل تقدير) القراءة يجب أن تكون عادة لا تنفك منها حتى الممات، وهي تغذي الجانب الأوسط من مكونات الإنسان (الجانب العقلي).
…
15- وأخيراً الجانب الجسدي، أن تحافظ على هذا المركب الذي تعبر به الحياة، وأهم عادة تكتسبها هي ممارسة الرياضة (إن لم تكن مزارعاً يعمل بعرق جبينه)، أنصحك بالجري في الهواء الطلق ولو حتى كيلو أو إثنان، بحيث تضمن تحريك عظلات قلبك وإنعاش دورتك الدموية وإيقاض عظلاتك من سباتها العميق.
…
جعلها الله سنة مباركة لي ولكم