لا أدري لماذا ترددت في عقلي كلمات أنشودة عماد رامي (تقبلني إذا صليت) عدة مرات خلال هذا الأسبوع، وبشكل عام تحتوي هذه الأنشودة على كلمات عذبة تخاطب القلب مباشرة.
البهجة الروحية متى تأتي ؟
هل يمكن أن نسميها بهذا الاسم؟ أو باسم (المتعة الإيمانية)؟ أو نكنيها بما يعرفها الناس (السعادة) مع ملاحظة أن هنالك أنواعاً ودرجات من هذه السعادة، المهم، نحن نسأل هنا، متى يصل الإنسان لأعظم سعادة أو بهجة روحية في حياته الدنيا؟
الإيمان يعطي حلاوة وسعادة، هذا صحيح، لكن من قال أن سعادة الشاب الصغير المؤمن مثل سعادة الشيخ الكبير المؤمن؟ وذلك لأن البهجة الروحية تتطلب ثلاثة عناصر (من وجهة نظري) هي الخلطة المثلى لعمل تلك الطبخة الروحية (مثل أي طبخة غذائية تتطلب عدة مكونات حتى تكتمل لذتها) تلك المكونات هي: الإيمان – التجربة – المعرفة.
الإيمان ينموا في القلب بطاعة الله وذكره، لكن هذا الإيمان يحتاج لأن يتفاعل مع عنصرين اثنين حتى يتم تجهيز طبخة البهجة الروحية، الأول هو التجارب الحياتية، وهذه تأتي للإنسان من تلقاء نفسها، ما عليه إلا الاستمرار في العيش والتنقل بين المراحل من شباب وزواج وأسرة وأولاد والاحتكاك مع الناس والأحداث، وسأضرب مثالاً واحداً (حين يقع العبد في ضيق أو أزمة مالية فيدعو الله بصدق وذل فإذا برزقٍ يأتيه من حيث لا يحتسب، أو تتسهل في وجهه الصعاب، حينها سينتقل الإيمان لمستوى ثاني لأنه قد اختلط بالتجربة) وأحياناً التجارب تمر على من حوله، فيتعمق الإيمان في قلبه من الحوادث التي تقع بقربه.
أما العنصر الثالث الذي يتفاعل معه الإيمان، هي المعرفة التي تأتيك بدون تجربه، وأهم مصدر لها هي الكتب (وهنالك مصادر أخرى ذكرناها في مقالة سابقة) وكلما زادت معرفتك بالكون والإنسان؛ زادت معرفتك بالله شريطة أن تمتلك الإيمان، وبالتالي تجتمع مكونات الوصفة السحرية التي تجلب لك أطيافاً عجيبة من السعادة والبهجة الروحية التي تحيل حياته نعيماً مهما كانت حياته بسيطة.
نية طيبة + جهل = نتيجة فاسدة
صليت الجمعة في باحة مسجد مفتوحة على الهواء الطلق، وقبيل الأذان، قام شاب ذو لحية خفيفة وفي يده زجاجة عطر صغيرة (مما يوضع في الجيب) وقام يمر على المصلين الجالسين كي يعطي كل واحد مسحة من العطر، على أنه كان يمسك بيد كل واحد وهو يمسح له، طبعاً هذا المنظر عادي في الزمن العادي، لكن نحن في زمن كورونا، لقد كنّا في الباحة مفترقين ولابسين الكمامات ويجلس كل واحد فوق سجادته، تخيل أن يتخذ المصلين كل هذه الاحتياطات ثم يأتي هذا الشاب الطيب ليمر على كل شخص ويمسك يده ويمسح على الأخرى (أي شخص كان فيه فيروس من أي نوع كان قد انتشرت إلى جميع المصلين لأنه لم يدع أحداً إلا ومسح على يده).
تأملت في ذلك الموقف (بعد أن حمدت الله أنه لم يصل إلينا نحن في الصف الأخير) كيف أن النية الطيبة والقصد الشريف لا يكفي لوحده، فهذا الشاب في الغالب يريد الأجر والثواب ويريد نشر الرائحة الذكية بين المصلين، ربما يفيض قلبه حباً وكرماً ويريد أن يعطي الناس مما لديه، لكن كل هذا لا يكفي، كل هذه النوايا الجميلة ضيعها شيء واحد هو (الجهل)، ولهذا فإن مكانة (العلم) سامية، وأنا أقصد هنا العلم بكافة أنواعه، وخاصة العلم الذي يدلك على العمل الصالح ويبين لك حقائق الأمور، العلم الذي يعينك على العمل، فبدون العلم قد تمضي في طريق طويل ثم تندم في النهاية.
وهذا يذكرنا بشرطي قبول العمل: الإخلاص لله، وموافقة العمل لشرع الله، وأنا أريد التوسع في معنى ومدلول الشرط الثاني (الموافقة للشرع) فهنالك أمور وأعمال كثيرة في حياتنا لن تجدها في كتب الفقهاء، أو أنك بحاجة للاستنباط والقياس والتحليل حتى تكتشف هل توافق الشرع أم لا، وقد تحتاج للكثير من العلم حتى تفكك أي عمل تقوم أو تريد القيام به كي تعرف أصلاً هل هو موافق للشرع أم لا، إذاً الأمر لا يقتصر على العلوم الشرعية فحسب، بل العلوم الدنيوية أيضاً (في مثالنا السابق كان الأمر يتطلب إلى علوم طبية حتى يكتشف الشاب أن ما يقوم به هو عمل ضار وليس صالحاً).
إذاً لننادي بأعلى صوت … العلم العلم ، لنسعى جاهدين للتعلم ولنشر العلم وللتحفيز على التعلم، لنحصن أولادنا بالعلم.
الكل يراقبه، أفلا تراقبه أنت؟
استغرب ممن يعارضون مسألة مراقبة الأبناء ومتابعتهم وخاصة في العالم الرقمي (أثناء تجوالهم في الانترنت) وأقول نحن أصلاً مراقبون جميعاً، الأبناء والآباء، الشركات الكبرى تراقبك وتعرف كل المواقع التي تدخلها وكل إعجاب وتعليق (واقرأ إن شئت هذه المقالة) الجميع يتم مراقبته، أفنترك الأغراب يراقبوننا ويراقبون أبناءنا ونهمل نحن مراقبتهم، نحن الذين سنسأل عنهم يوم القيامة وليسوا هم.
أيها الأب، أيتها الأم، تعلمي كيف تراقبي ابنك او بنتك إن هم ممن يدخلون الشبكة ولهم حسابات في السوشال ميديا، يجب أن تكونوا في وعي شديد وحرص ومتابعة، فإن غفلتم فإن شياطين الإنس والجن لا يغفلون، الجميع يراقب فراقبوا أبناءكم.
تعاملك مع ابنك يشرح تعامل الله معك 1
أحياناً أخرج من المنزل وأغيب طوال اليوم، وأوجه ابني الكبير للتعلم في الأشياء التي يحبها (مثل تعلم البرمجة أو أي شيء طلب أن يتعلمه نبفسه) ولأجل مساعدته في التركيز واستغلال الوقت، أقوم بحجب مواقع التشتيت مثل الفيسبوك ويوتيوب وغيرها، وطبعاً هو يعرف جيداً أن هذا في مصلحته.
لكن في بعض الأحيان يقوم بالتحايل على النظام ويقوم بفتح اليوتيوب وتضييع وقته دون علمي، وهنا أقول له (أنت الخسران) أي تحايل منك أو عدم طاعة في هذه الأمور فأنت من تخسر وليس أنا، إنما أنا أقوم بذلك لمساعدتك كي تحقق أكبر فائدة، أنا أساعدك للنجاح والتميز والتفوق في الحياة، وعصيانك أو عدم التزامك يعود ضرره عليك أنت وليس أنا.
وهكذا هو تعامل الله سبحانه وتعالى معنا، وهنالك آيات كثيرات تدل على ذلك، (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم)، (من عمل صالحاً فلنفسه) وليس المقصود هو المصلحة الأخروية فقط، بل أنك تفيد نفسك أو تضرها في الدنيا قبل الآخرة، وأوامر الله ونواهيه هي لمساعدتنا للنجاح في مسيرة الدنيا (طبعاً النجاح بمعناه الأصلي وليس المشوه)، والذي يترتب عليه النجاح في الآخرة (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا).
الباحث قديماً وصاحب الدكتوراة حديثاً
أضاعونا وأيّ أمة أضاعوا، منهم؟ باحثوا الدكتوراة وما بعد الدكتوراة (بعضهم طبعاً وليس كلهم)، إن الحسرة تكاد تنهشني وأنا أقرأ كتاب أسد رستم (مصطلح التاريخ)، حين أرى حال الدراسات العليا اليوم في الكثير من البلاد العربية، لقد ضيعنا أنفسنا حين اتخذنا من الدكتوراة (دالاً) نجلب بها الأرزاق.
يذكر المؤلف في نهاية الباب الأول (صفحة ١٧) ويقول أن الباحثين في العصر الحديث (أيام خمسينيات القرن الماضي، قبل الانترنت والتقنية الحديثة طبعاً) هم محظوظون لأنهم قادرون على الوصول إلى الكثير من الوثائق والمصادر التاريخية التي أصبحت متوفرة بسبب كثرة المكتبات والمراكز وسهولة الوصول إليها، بينما في السابق كانت متناثر غير مجمعة، وأنه حين تتوفر لدى الباحث التاريخي كل تلك المصادر والأصول فإنه يقدر على إنجاز بحث عجز الأقدمون عن الإتيان به.
قلت في نفسي: كيف لو أنك تعيش بيننا اليوم -أيها العالم الجليل- في هذا العصر، كيف لو أنك قادر بلمسة زر على الوصول لعلوم الأولين والآخرين عبر جهازٍ صغير يقبع في بيتك وسلكٍ نحاسيٍ يتدلى من نافذة منزلك، كيف كنت ستصف هذا العصر وقدرة الباحث فيه على الإتيان بما عجز عن إتيانه باحث القرن الماضي.
إن القدرة على الوصول للمعرفة (القديمة والحديثة) هي هبة عظيمة ومنحة جليلة، لقد وصلت البشرية بهذه الميزة إلى مكانة لم تصل إليها أبداً، وعبر هذه الميزة يمكن التوصل لحقائق كان من المستحل التوصل إليها، أو استخلاص نتائح ثورية كان يصعب استخلاصها.
إن سهولة الوصول للمعرفة لا تكفي لوحدها، بل يحتاج الأمر لأن ينقطع الباحث ويخلص في عمله وبحثه ويختفي عن الأنظار وعن متابعة الماجريات سنوات وهو يغوص ويجمع ويقارن ويستنتج، ثم يأتي بعد سنوات طويلة من العزلة العلمية والخلوة المعرفية بشمعة تضيء للبشرية طريقهم.
سيعترض معترض، ويقول أنهم السبب، أنه لا يوجد دعم رسمي للبحث والباحث، الباحث مشغول بالمصاريف والمعيشة، سأجيب وأقول أن هذا أمر صحيح جزئياً، لكن اللوم ليس فقط على الجهات الرسمية بل على الأفراد أيضاً، وما دمت أنت فرد فاهتم بتغيير ما يمكنك تغييره، غير نيتك وتوجهك وغايتك في أمر العلم والتعلم والبحث وكتابة رسائل الدكتوراة، إنسى أمر الـ(د) واحذف من قاموسك مصطلحات الدرجات الأكاديمية، ابذل وقتك وجهد لله واسعى لأن يكون انجازك هو علم ينتفع به، وهذا سيقودك بادئ ذي بدئ لاختيار الموضوع الأكثر أهمية لا الأسهل إنجازاً، وسيقودك للتفاني في عملك واستغلال جل وقتك، والاستعانة بخالقك والتوكل عليه في أمر رزقك.
إن العلم جليل، هو غاية ليس فوقها من غاية إلا مرضات الله، وإنه لمن الخسارة أن يصبح العلم والبحث وسائل لأجل غرض بسيط هو الحصول على (د) والذي هو بدوره وسيلة لمكانة اجتماعية أو وظيفة معاشية.
أنّ هنالك من يساعدك ويسند ظهرك
ابني هذه الأيام يتعلم تصميم وبرمجة المواقع، وفي حالات كثيرة يتوقف أمام أمر من الأمور العصية عن الفهم، من الطبيعي أن يجد الكثير من الصعوبات في أول الطريق، لذلك فإنه كثيراً ما يلجأ لي، أحاول من جهتي أن أعلّمه الاعتماد على النفس، لكن في نهاية المطاف حين يصاب بالاحباط أتدخل أنا وأسعى في تذليل الصعاب له ومساعدته، وكثيراً ما يقول لي (شكراً يا بابا) .. ولسان حاله يقول: شكراً لأنك بقربي تساعدني حين تظلم الدنيا في وجهي، شكراً لأنك تدعمني وتقف بجانبي، شكراً لأن هنالك من ألجأ إليه حين تواجهني الصعوبات.
ألا يذكركم هذا بشيء؟ ألسنا كلنا أطفالاً صغاراً في خضم هذا الكون العظيم، ألسنا ضعفاء وسط هذه الحياة الصاخبة، لكن من لنا حين نقع في المشاكل أو تغلق الأبواب في وجوهنا، من لي وقد تركت أبي منذ سنوات وصارت البحار والصحاري تحول بيني وبينه، الحمد لله فإن لي ربٌ قريب مجيب، عظيم قدير.
الله ما أجمل الإيمان، ما أسعد المؤمن بهذه الميزة وهذه الخاصية، حين يضعف وحين تنسد أمامه المسالك، حينها يتلفت فيجد الله قريباً منه، بل هو معه دائماً (وهو معكم أينما كنتم) يجد الله أحن به من كل الخلائق، بل من نفسه، يجد الله أرحم به من نفسه، بل من أمه، ولذلك فإن الإيمان أغلى ما يمتلكه المؤمن، فعلاً، لأنه به قوي وغني وفي بر الأمان دائماً (وقد شهد بذلك الإمام البوطي رحمه الله).
نوعان من المشي
ما أجمل المشي في الشارع، وخاصة إن أنعم الله عليك بمكان مفتوح تمشي فيه، بقرب بحر هادر، أو في حديقة واسعة غناء، أو في صحراء مفتوحة، أن تمشي مع نفسك وتتأمل وتفكر، وأنا أقسّم المشي إلى نوعين: الأول هو مشي الرياضة، والثاني هو مشي التفكير، بمعنى أن هنالك نوعان من الرياضة: رياضة الجسد ورياضة العقل والروح.
النوع الأول تمشي فيه بخطىً سريعة أو هرولة مريحة، من أجل أن تحرك الأجزاء الداخلية في جسمك وتشد عظلات قلبك، والنوع الثاني تمشي بهدوء لكي تفسح لعقلك للتفكير والتأمل، النوع الأول يمكن أن تستمع فيه لصوتيات تثف بها عقلك أو تمتع بها روحك، والثاني بدون أي سماعة أو صوت، تحتاج للهدوء والتأمل، النوع الأول يمكن أن تتشارك فيه مع صديقك، تتمشون وتهرولون سوية وتتحدثان في الأثناء (ويمكن أن تنجز أمرين بنشاطٍ واحد، أو عصفورين بحجر، قد تحدث زميلك عن العمل أو صديقك عن أمور مشتركة أو مدير عن صفقة قادمة، وفي نفس الوقت أنت تمارس الرياضة)، أما النوع الثاني فلا يجب أن يكون معك أحد، بل لوحدك لتمارس عبادة الخلوة مع نفسك وعقلك.
النوع الثاني محبب إلى قلبي، ألجأ إلى المشي للتخفيف من ضغوط الحياة وللتخلص من الطاقة السلبية، أمشي لكي أفكر في نفسي وأعيد حساباتي، أمشي لأتحدث مع ربي وأصارحه وأناجيه، أمشي لتقليب الأفكار في عقلي لمحاولة الفهم والتدبر، أمشي لأفكر وأتفكر، أمشي لأتطور وأتغير، أمشي لأتذوق طعم الحياة.
فقاعة الوهم
كلٌ منا لديه فقاعة من الوهم يعيش فيها، وهو لا يدري بذلك لأنه داخل هذه الفقاعة، قد يشاهدها الآخرون لكن يصعب عليه مشاهدتها، لمذا أقول هذا، لأن هنالك شخص في الحارة صاحب محل صغير لتصليح الأجهزة المنزلية، يجلس طوال اليوم بدون عمل وهو يفتح القرآن الكريم ويقلب في هاتفه، لكنك ستلاحظ أنه يضايق النساء (يعاكسهن)، لا أدري كيف يعيش هذا الشخص بهذا التناقض، أو لنقل، داخل فقاعة الوهم تلك.
شخص آخر يعطي المساكين بعض النقود وهو الغني الميسور، لكنه يضيق على رحمه ويبخل عليهم، شخص آخر يعبد الله بجد لكنه يؤذي الآخرين بكلامه أو يغتابهم، والشيء المشترك في كل تلك الحالات أن كل شخص يشعر أنه على ما يرام وأن أموره في التمام، كلٌ يعيش في فقاعة ولا يرى ما هو واقعٌ فيه من مساوئ وآثام، وهذا يقودني إلى التفكير في نفسي، نعم أنا الذي يتحدث الآن أو يكتب، يا ترى أي فقاعة وهم أنا أعيش فيها، ماهي مشاكلي وسلبياتي وعاداتي التي أمارسها غير مستشعراً بها أو بسوأتها، كيف أعرف أني في حلم وأنا داخله، أو في وهم وأنا أعيشه، وحينها لا أملك إلا أن ألجأ لربي لأنه العالم بحالي بالتمام والكمال، فأطلب منه أن يبصرني بعيوبي ويرزقني الشجاعة للتخلص منها وتغييرها، أن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
تريد أن (تكون) شيئاً، إذاً تنبه لهذه النقطة
كنت قد كتبت خاطرة بعنوان (لا تقل أريد أن أكون ولكن قل أريد أن أفعل) ودعوت فيها لصرف الإرادة للفعل وليس للكينونة، أما الكينونة فتأتي كنتيجة غير مقصودة، (مثلاً لا تقل أريد أن أكون عالماً لكن قل أريد أن أتعلم، فإذا انتهى بك المطاف عالماً فهذه إرادة الله وليست إرادتك)، ثم بعد ذلك سمعت قول الله (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) وتوقفت عند كلمة (واجعلنا) فرجعت ومسحت كلامي.
يمكن أن تطلب من الله أن تكون إماماً أو غنياً أو مشهوراً، لكن يجب أن يكون هدفك الأساسي من وراء ذلك هو إرضاء الله وأن تكون الآخرة هي الغاية، بمعنى أن يكون الغنى وسيلة للآخرة وليس غاية نهائية، وكذلك الأمور الأخرى مثل الشهرة والدرجة العلمية (مثل الدكتوراة) وغيرها، وذلك لأن موضوع الإرادة خطير، وقد ذكره الله في القرآن في ثلاثة مواضع، فالمؤمن يريد (الآخرة)، كما قال الله: وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا.