بيني وبين عقلي – مارس 2022

ملاحظة/ هذه مجموعة خواطر لم تختمر بعد، أسجلها حين ورودها كي لا تتبخر، وهي مادة خام يمكن التعديل عليها أو الاستفادة منها في تطوير أفكار أخرى، وعادة ما تكون نتاج حالة روحة ذهنية رائقة، ومن المؤكد أن هنالك الكثير من الأخطاء الإملائية لأني لا أمتلك الوقت للمراجعة والتنقيح.

الإسلام في ثلاث كلمات

يمكن أن نختصر الإسلام في ثلاث كلمات، كلها من ذوات الفعل الثلاثي (ثلاث كلمات × ثلاثة حروف)، ولكي نثبت هذا الأمر يتطلب الأمر إلى صفحات وصفحات، لكن يكفي أن أشير هنا لهذه النقطة، ولها ميعاد آخر إن أحيانا الله وأمد في عمري، فهي من المفاهيم التي لازلت أطورها فكرياً يوماً بعد يوم، عبر آيات الله المكتوبة والمعاشه.

يمكن تلخيص العبادة في أمرين: إيمان وعمل صالح، فأما الإيمان فأساسه الذكر، والذكر يتكون من ثلاثة أنواع، ليس هذا وقت بيانه، إذاُ فأصل الإيمان هو فعل (ذكر) فعلٌ ثلاثي هو مفتاح وسر الإيمان.

وأما العمل الصالح فهو يتطلب أمرين: نية وفعل، فأما النية فأن تكون خالصة لوجه الله، وهنالك محركات للنوايا تدخل في باب المشاعر والأحاسيس، وأعظم محرك يصلح النية هو (الرحمة) لأن الرحمة هي بوابة الإسلام الأولى، وهي من اسم الله الذي تكرر بداية كل سورة وقرن به اسمه الأعظم (بسم الله الرحمن …..) وفي الحديث المشهورة الذي وصل الكثير من الناس بالسند، حتى انا العبد الفقير الذي لم يصلني أي حديث بالسند (لأني لست طالب علم) قد وصلني هذا الحديث بسند موصول عبر أحد الأصدقاء، إنه حديث: الراحمون يرحمهم الرحمن (وكذلك سمعته من الشيخ العصيمي كأول حديث أسمعه منه بالسند عبر اليوتيوب).

إذاً المحرك هو الرحمة، وأصل الكلمة (رحمَ) فعل مكون من ثلاثة أحرف، وأما العمل الصالح فأنواع كثيرة، يجمع بينهما جامع واحد، يلخص في هذا الفعل (وصلَ) فنحن نعرف (صلة الرحم) وكذلك الإنفاق والعطاء هو وصل، نصل الآخر وردم الفجوات بيننا، والتخاصم والتشاحن الذي هو من أكبر الذنوب التي تعيق رحمة الله ومعرفته حين تنزل على العباد في أيام معينة، هذا التشاحن هو ضد الوصل، هو انقاطع للمودة والمحبة بين خلق الله، وأما الدعوة إلى الله والتي هي من أعظم الأعمال كما قال الله (ومن أحسن قولاً ممن دعى إلى الله وعمل صالحاً …) فهي في أساسها مساعدة للآخرين أن يتصلوا بربهم، فالهدف من الدعوة هو الـ(وصل) وهكذا الأعمال الصالحة تدور حول الوصل بشكل مباشرة أو غير مباشر.

هذه هي الكلمات التي تختصر دين الله -> (ذكر) (رحم) (وصل).

فكرة: منصة شبيهة بـ(نتفكلس)

انهيت الاستماع لحلقة بودكاست (كيف بدأت) وهي مقابلة مع فنانة وكاتبة سعودية، تحدثت عن تجاربها في الفن وصناعة الصورة (السينما) والسينما اليوم لم تعد كما في السابق، يمكن إنتاج الأفلام بمعدات أقل وأرخص، وخاصة بعد صعود منصات المحتوى في العالم وفي المنطقة العربية، فهنالك منصة (شاهد) التي بدأت في الانتشار، ومنصة watch it المصرية، وغيرها من المنصات العالمية والمحلية التي تتنافس على المشاهدين، لكن للأسف هذه المنصات تجمع الغث بالسمين.

هذه المنصات تعتبر حلاً جيداً لرب الأسرة الذي يريد المحافظة على أبنائه وأسرته بأن يقدم لهم محتوىً بناء، يساهم في إنضاج تجربتهم وتنمية عقولهم بالفكر والأدب، ويساهم في غرس القيم والأخلاق، وحتى الترفيه يكون منضبطاً خالياً مما يفسد الأجيال، وللأسف لن يجد رب الأسرة فيما هو متاح من هذه المنصات ما يمكن أن يرتاح له، فلماذا لا يبادر أحدهم في صناعة منصة كهذه المنصات توفر المحتوى الجيد.

يجب أن يكون المعيار الأساسي للمحتوى المقدم في المنصة هو (القيمة والأخلاق) أي عمل فني أو بصري يجب أن يخض لهذا السؤال، على ماذا يشجع؟ ماذا يغرس؟ ماهي الرسالة التي يريد العمل أن يوصلها؟ وهذا هو المعيار الأول، ثم ننظر إلى المخالفات الشريعة، وفي هذه النقطة يجب أن تكون المنصة منفتحة ومتسامحة بعض الشيء، لا مشكلة في وجود النساء في العمل، المهم أن لا يحتوي ما يثير الشهوات من لبس فاضح ومشاهد غير لائقة، وكما قيل (بعض البلا ولا كله).

الحقيقة أن هنالك مجال واسع للعمل في حقل المحتوى البصري (الأفلام والمسلسلات)، للأسف لا يوجد أعمال كثيرة بناءة تساهم في بناء الجيل ونهضة الأمة، معظم الأهداف ربحي-ترفيهي، تبحث عن ما يستثير وما يجذب، وليس في هذا عيب، لكن العيب أن يكون العمل بلا قيمة أو هدف، والمجال مفتوح للشباب الطامح الذي يريد أن (يعمل الصالحات) في أن يدخل هذه المجالات (التمثيل والسينما والإنتاج) كما هو مفتوح كذلك أمام رؤوس الأموال التي تريد ترك أثر طيب في حياتها أن تدخل هذا المجال، كي تقدم البدائل الصالحة النافعة (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

كلام الهويرني عن مغزى الصلاة

يقول الإنسان العظيم علي الهويرني رحمه الله (في هذا المقطع) في جوابه على سؤال (لماذا نصلي) أن الهدف من الصلاة هو الالتزام، أن يكون هنالك شيء في حياة المسلم ملتزم به في اليوم الليلة، وهذا يبني عنده حس الإلتزام، وبالإلتزام يصلح أمر الدنيا والآخرة.

وأنا أقول، نعم هذا أحد أهداف الصلاة ومقاصدها، لكني أعتقد أنه هدفٌ فرعي وليس الأساسي، فالهدف الأساسي هو ذكر الله، وكما قلنا أن ذكر الله أمر محوري في حياة الإنسان، وهنالك ثمرات كثيرة للصلاة تساهم في إصلاح العبد، أحدها بناء روح الإلتزام في حياته.

فرصة أن يكلمك الله بعد موتك

خلال عام 2021، شاهدت واستمعت للكثير من شهادات الاقتراب من الموت، وهم الأشخاص الذين عاشوا تجربة الموت لعدة دقائق ثم عادوا، بعض هؤلاء تحدثوا عن أنهم تكلموا مع الله عز وجل حديثاً ودياً ومروا بتجربة مشاعر الحب الفياضة، مشاعر اختلط فيه الحب الغير مشروع مع البهجة والسعادة، مشاعر مختلفة تماماً عما عهدوه من مشاعر جميلة في الحياة الدنيا، حسب قولهم.

اليوم قرأت حديث نبوي صحيح يدعم رواية هؤلاء، هو:

عن طلحة بن فراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما قتل عبد الله بن عمر بن حرام يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا جابر ألا أخبرك ما قال عز وجل لأبيك؟” فقلت: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: “ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: “يا عبدي تمنَّ عليَّّ أعطك”، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الله عز وجل: “إنه سبق مني أنهم لا يرجعون”، قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} (المصدر)

وقد علق الكاتب أن الشهداء أحياء عند الله بنص الآية والحديث، وأن الأنبياء كذلك أحياء عند الله، وقد ألف البيهقي رسالة في حياة الأنبياء بعنوان (حياة الأنبياء في قبورهم)، ولا شكل أن هنالك حياة بعد الموت مختلفة عن هذه الحياة، كما قال الله (ومن روائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون) لكن المختلف فيه هو مقابلة الله أو التحدث معه في هذه الحياة البرزخية.

والراجح أن هؤلاء الذين شهدوا تكليم الله لهم في رحلتهم القصير ممن مروا بتجارب (الاقتراب من الموت) هم أشخاص أنقياء أصفياء، أشخاص لديهم مكانة رفيعة عند الله بسبب أعمالهم ومسيرة حياتهم، لذلك نالوا هذه المكانة التي ينالها كذلك (الذين قتلوا في سبيل الله)

وهذا أمر مبهج ومفرج، أن هنالك إمكانية للمؤمن الصادق أن ينال هذه المكانة، أن يستمتع بالتحدث مع الله بعد موته وفي فترة حياته البرزخية، وتستحق أن نسعى لها بتطهير قلوبنا وإصلاح أعمالنا وتقوية علاقتنا بالله عز وجل في هذه الدنيا، فنكثر من أعمال البر بالإضافة إلى ذكره عز وجل ودعائه، فمن يكثر من التحدث معه في هذه الحياة سينال حديث الله إليه بعد أن تخرج روحه من سجن جسده، ولأن كنا قد نلنا بعض البهجة والمتعة من ترديد اسمه على ألستنا تسبيحاً وتهليلاً، فهنالك بهجة أكبر وسعادة أوسع تنتظرنا إن نلنا شرف حديثه معنا.

سينما الغرب وعقول أطفالنا

بالأمس شاهدت فلم (Turning Red) مع أطفالي في السينما، هذه هي المرة الأولى التي يشاهد الأطفال فيلماً في شاشات السينما، أحببت أن أتيح لهم هذه التجربة وهذه الفرصة، لكني ندمت على ذلك، ليس بسبب السينما (والتي هي أداة جميلة) ولكن بسبب الفلم الذي ظننت أنه جيد ولا مشكلة فيه.

الرسالة الأساسية من وراء الفلم هي، أن لا يسمح الطفل (وخاصة البنات) أن يقيد الآباء (وخاصة الأمهات) حريتهم وحياتهم، أن ينطلقوا ويخرجوا ما في أنفسهم أياً كان حتى إن لم ينل رضى الأبوين، وقد مثلت الأم دور المتحكمة المسيطرة (وقد بالغوا في شيطنتها) والبنت (التي تبلغ 13 عاما) دور البنت المنطلقة المتحررة، والتي تحب فرق من الفرق (السامجة) مثل فرق كيبوب، والمشكلة هي في تصرف الفتاة والفتيات الأخريات، والتي هي سلبية في الأساس لكن الفلم يريد أن يسوقه على أنه تصرف طبيعي من قبل المراهقات، وأعني التصرف المبالغ فيه في حب المغنيين والهيام بهم حتى يصبح هاجساً تنزل له الدموع ويقلب حياة الفتاة رأساً على عقب، وكأن هذا الإنسان (المغني) من عالم الملائكة تتمنى الفتاة نظرة منه وتضحي في سبيل حضور حفتله بكل غال ورخيص حتى وإن كان رضى أبويها.

رسالة الفلم سبلية إلى أبعد حد، والحمد الله أنه باللغة الانجليزية وأطفالي لا يقرأون الترجمة بعد، لكني ندمت أشد الندم، فيا لي من مغفل يدفع من ماله من يضر عقول أطفاله.

هنالك أمور سلبية أخرى صغيرة، والأشياء الصغيرة قد تنسى مع الأيام، لكن مع كثرة التعرض لها تصبح عادات عند الأطفال، لذلك من يعرّضون أطفالهم لهذه الأفلام كثيراً عبر الشاشات المختلفة (سينما – تلفاز – انترنت)، يساهمون في زراعة عادات والأخطر من ذلك (قِيم) قد لا تتوافق مع قيمنا المجتمعية أو الدينية.

لو كان الأمر بيده ..!

سُئل أحد المشاهير: لو كان الأمر بيدك فماذا كنت ستغير في هذا العالم، فقال (الفقر)، وقد صرح في بداية الحلقة أنه يتقاضى ما مقداره 8 ألف دولار على الاعلان الواحد، وأنه ينشر أكثر من 10 اعلانات كل شهر (أي: يكسب 80 ألف دولار شهرياً) ، ولديه شركات أخرى وأعمال و….الخ، وهو بجانب هذا كله مشهور ذائع الصيت في بلده والوطن العربي، وعبر شهرته وماله يمكن أن يغير الكثير في هذا العالم، من بينها مشكلة (الفقر) التي يتحسر على وجودها ويتمنى زوالها.

يذكرني هذا بحالي أحياناً عندما أمر بجانب متسولٍ مسكين، أو طفل شريد، فتتأثر نفسي وأتمنى له الحياة الكريمة، بل وأحيناً أدعو الله له أن يغنيه (إن كان صادقاً) أو يتوب عليه (إن كان كاذباً) كي يعيش بكرامة، ثم أضحك على نفسي وأقرعها قائلا: ادخل يدك في جيبك واعطه ما تيسر قبل أن تدعو له يا مسكين، فالله لن ينزل عليه جرة ذهب من السماء، ولن يعطيه لقمة عبر بساط الهواء، فرزق الله ورحمته تظهر في عالم المادة عبر الإنسان نفسه، فأنت حين تعطي فإنما ذلك الله قد أعطاه، وأنت حين ترحم فهي رحمة الله ظهرت من خلالك.

نعود لصديقنا المشهور الذي استمعت إليه في أحد المقابلات، وقد عبر لنا عن ألمه لحال بعض الشعوب والمجتمعات التي لا تجد اللقمة الهانئة والشربة الصافية، وأنه لا يفهم هذا التفاوت الكبير بين دول ودول، وبين شعوب وشعوب، وهو هنا يعبر لنا عن مشاعره الصادقة، لكن المشاعر والكلام لا يغير شيء في الواقع من دون أفعال، وإن كان هو غير قادر على التغيير، فمن ياترى يقدر؟ فقد وهبه الله نعمتان قلّ أن تجدهما في إنسان، الشهرة والمال، وبالشهرة يمكن أن تقنع الناس وتنشر الوعي، وبالمال يمكن أن تقيم المشاريع وتطلق المبادرات، ونشر الوعي مطلوب لتخفيف مشكلة الفقر، فالفقر يقل حين تُزرع الرحمة في القلوب، والفقر يقل حين تتعلق قلوب الناس بالمعاد وبطاعة رب العباد، فالله هو من أمرنا بالإنفاق والبذل والعطاء، أما النعمة الثانية (المال) فيمكن لها أن تقيم مشاريعاً تنهض بالشعوب الفقيرة المسكينة، ولو حتى بحفر بئر أو بئرين في منطقة جافة في إحدى قرى إفريقيا الفقيرة، والأفكار كثيرة لا تنفد.

بالشهرة يمكن أن تغير، وبالمال يمكن أن تغير، ولا أعني هنا (أيها المشهور) أن تُسقِط كلمة أثناء حديثك عن الرحمة والعطاء، أو تخرج من حر مالك نتافة تافهة من المال، فهذا لن يغير كثيراً في الواقع الذي تتمنى ونتمنى أن يتغير، بل أعني أن يكون هنالك اهتمامٌ حقيقي وجهود دائمة في سبيل سعادة الآخر وتخفيف معاناته، فكما قلت انك مشغولٌ (كل الوقت) فترة شبابك كي تؤمن حياتك وتعيش هانئاً حين تكبر، فكن مشغولاً (بعض الوقت) لتأمين حياتك الحقيقية يوم أن تلقى ربك.

طلبت منها تلخيص قصتين فرفضت

عبرة ونتيجة من هذه القصة، وهي أني اشتريت لطفلَيّ الصغيرين مجلة رسومية جديدة، ولأني أريد تحفيزهم على القراءة (عادة لا يقرأون جميع قصصها وصفحاتها) وأريد تقوية مهارة الكتابة عندهم، فقد اشترط أن تقوم بنتي بتلخيص قصتين من المجلة السابقة (التي اشتريتها قبل أسبوع) كي أعطيها المجلة الجديدة، وإلا لن أعطيها لها.

حاولت وجادلت، رفضت أن تلخص ورفضت أن أعطيها المجلة، وتمسك كل منا بموقفه، كان يوم أجازه وكنا في الصباح الباكر، ثم ذهبتُ لأكمل نومي وهم انشغلوا باللعب، حتى وقت الظهر، فعادت للمطالبة بالمجلة، وحينها تذكرت هذه الآية: ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا)

لقد بذلت بنتي جهد ووقت أكثر مما لو أنها استجابت لطلبي البسيط، لم أطلب منها مقالة احترافية أو مواصفات اعجازية، طلبت أن تكتب تلخيص بقدر ما تستطيع، وكان من الممكن أن تنهي الواجب في أقل من ساعة، لقد بذلت في المجادلة طاقة نفسية وروحية أعلى من الطاقة التي كانت ستبذلها في الكتابة، وكلفها الانتظار أطول مما يستغرق عمل الواجب، وهكذا حال الإنسان المسكين، ماذا عليه لو يستجيب لأمر الله ويطيعه، فهو يبذل في الطريق الآخر أضعاف التعب، ويعيش في نكد، والله يدعو إلى دار السلام، ويريد أن يخفف عنا، آه منك أيه الإنسان المسكين.

تلك كانت العبرة، أما النتيجة أن الإنسان لا يكفيه التحفيز والترغيب، لقد اتخذت أسلوب التحفيز مع بنتي فلم ينجح، وكثيراً ما ينجح اسلوب التخويف والترهيب، وقد جربت هذا كثيراً فيما يخص التعلم والمذاكرة، والله سبحانه أعلم بمن خلق، فهو يرغبنا ويخوفنا، وعلينا أن نخاف عقابه وغضبه وإلا لن نتمكن من السير في طريق الصلاح والعبور بأمان في بحر هذه الحياة.

التحرر من الآراء والوقوع في أسر الهوى

وقعت على فيديو لفتاة عراقية تعيش في أمريكا، تتحدث عن الحجاب ورأيها فيه، لم تكن محجبة ولم تكن أيضاً محتشمة في فيديوهات أخرى، فسرت آية الحجاب على نحو معين ونفت أن الله يريد من المؤمنات أن يغطين رأسهن، قالت أن الأمر متعلق بالزينة، رغم أنها تظهر مفاتنها وزينتها على الملأ، هي مثال للفتاة المتحررة من كل قول أو رأي أو مذهب، لكن المشكلة التي وقعت فيها، أنها لم تتحرر من هواها.

كنت سأحترم رأيها لو أنها فعلاً تحررت مما هو أخطر من كل الآراء والمذاهب: الهوى، واضح جداً أنها تريد أن تفهم القرآن على النحو التي تريده هي، أن تُسيّر الحق على هواها، وهنا مكمن الخطورة، ولو أنها تجردت فعلاً من الهوى واتبعت القرآن حقاً، لكان رأيها مختلفاً، والله المستعان