فلم وثائقي: ثورة الفيديو
فلم يتحدث عن أشرطة الفيديو التي انتشرت في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، وكيف أثرت في العالم وتركت تأثيرها إلى اليوم (اليوتيوب هو أحد الإمتدادات لها) الموضوع دسم ومهم ولا يكفيه فلم وثائقي، لأن اختراع (التصوير) هو من العلامات البارزة في حياة البشرية (كتبت مقالة سريعة بعنوان: الخلود الغير بيلوجي عبر آلات التصوير، بعد أن شاهدت الفلم)، عموماً هذه بعض النقاط التي يمكن أن تلخص الفلم:
- أطلقت سوني سنة 1976 جهاز (سوني بيتاماكس) لتسجيل البرامج التلفزيونية وحفظها في أشرطة فيديو في أوقات مجدولة مسبقاً، فكان منتجاً ثورياً رغم غلاء سعره.
- قامت شركات إنتاج كبرى بمقاضاة سوني بعد أن أحست بالخطر. ورفعت القضية للمحكمة العليا عام 84 ، لكنهم خسروا القضية واستمر شريط الفيديو بالرواج.
- ارتفع عدد محبي الفيديو في ذلك العام (في 84)، وأصبح من يمتلك أجهزة تسجيل فيديو في امريكا 20 مليون شخص.
- ظهر منافس قوي لسوني بيتاماكس في 77 هو نظام VHS ، ميزته: تسجيل لوقت أطول وتكلفته أقل ثم سيطر على السوق بعد ذلك.
- بدأت متاجر بيع وتأجير الفيديو كمشاريع عائلية عبر هواة، لأنه لم يكن ثمة شركات تتتج شرائط الأفلام التي تحتوي على مادة من أجل البيع، كان يتم نسخها يدوياً من التلفاز ثم بيعها.
- لكن وللأسف كانت الإباحية سابقة ومستولية على المبيعات، وبسبب ذلك قامت في بعض الولايات مظاهرات مناهضة وحركات شعبية ضد هذا الدخيل (لكنها كانت أضعف من أن توقف المد).
- ثم ظهرت الأشرطة التي صنعت خصيصاً لكي تعاد مراراً وتكراراً، مثل أشرطة التمارين الرياضية، وظهرت بعد ذلك أشرطة في كل المجالات تقريباً (ذُكِر هذا المثال: شريط استأجر صديقك، ويحتوي فقط على شخص يحدثك ويترك لك فراغات للرد على اسئلته والحديث معه).
- بداية الثمانينيات اجتاحت أشرطة الفيديو العالم الغربي، في ذلك العقد كان جهاز عرض الفيديو رقم واحد في المبيعات، وهو العصر الذهبي لنوادي الفيديو (متاجر بيعها).
- ثم ظهرت أفلام الرعب، نوع من الإثارة يتخطى معقوليات الإنسان، ووجد له سوقاً عريضاً، وظهرت أفلام رعب شنيعة جداً، وذُكر مثال (Faces of death) والتي وصلت إلى حد بعيد في مشاهد الدم والقتل، ونشأ على إثر هذه النوعية من الأفلام حراك سياسي في بريطانيا وحاولت الحكومة حظر نوعية من الأفلام وسنت قانوناً لكنها كما قيل (دفعت الثمن باهظاً) فالحظر ساعد على انتشار تلك الأفلام أكثر.
- قيلت هذه العبارة: “لقد بدأ عصر جديد، أشرطة الفيديو تملي قانونها، لا يمكن التحكم بالأفلام بعد الآن”، ثم يقول أحدهم “هذا هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحرية” بعد أن ذكر أن الطفل أصبح بإمكانه أن يصل إلى محتوى مخصص للكبار بسهولة.
- انطلقت سلسلة متجار فيديو بشكل واسع اسمها: Blockbuster ، وقد فرضت قواعدها، أفلامهم نظيفة ونقية، ولذلك فقد جلب كبار الممولين، وفي هذه اللحظة تم التحالف بين أشرطة الفيديو واستديوهات الانتاج، وبعد 1987 أصبحت أشرطة الفيديو تحقق أرباحاً أكثر من السينما، لذلك كان ينزل الفلم في السينما وبعد أسبوع ينزل الشريط: أصبحت السينما أداة تسويقية لأشرطة الفيديو.
- في تلك الفترة: في أمريكا واليابان، تملك حوالي 70% من البيوت أشرطة الفيديو.
- اصبحت الشعوب في الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية شغوفة باشرطة الفيديو القادمة من الغرب، كان جهاز الفيديو نافذتهم عبر الجدار المغلق، وكانت السوق السوداء تزدهر بسبب الحظر في تلك البلدان.
- ثم ينتهي الفلم بعد أن عبّر محبي تلك الأشرطة عن حبهم القديم ووفائهم لذلك الشريط الذي تم دفنه -مؤخراً- بعد أن أُعلِن عن إقفال آخر مصنع أشرطة فيديو في العالم.
نتيجة مهمة مفادها: أن أشرطة الفيديو بدأت كأداة تسجيل من التلفاز ولم تبدأ كمنتج لمشاهدة ما فيه، فقد ظهر شريط الفيديو كوسيلة لتسجيل ما في التلفاز من مرئيات مرغوبة لاعادة مشاهدتها فيما بعد، وحينها لم يكن هنالك متاجر لبيع أشرطة الفيديو، ولم تكن شركات الانتاج السينمائية قد قررت بعد في تحويل أفلامها السينمائية إلى أشرطة فيديو، ثم انتشرت فكرة بيع الأفلام عن طريق الهواة الذين كانوا يسجلونها من التلفاز أو من شاشات العرض.
نتيجة أخرى: ذكر الفلم أن الإباحيات انتشرت في تلك الفترة بشكل قوي، [وأنا أقول] أن ابليس قد وجد فرصتة الثمنية في هذا المنتج الذي سهل له المهمة (شريط الفيديو) القادر على الوصول إلى المنازل وإفساد من فيه، لا أدري هل كانت تلك الفترة هي فترة بداية هذه الآفة الإنسانية الخطيرة، أم كان هنالك وسيلة أخرى كانت تنتشر بها (أعتقد أن المجلات الورقية كانت سابقة، لكن نحن نتحدث عن الصورة المتحركة)، المهم أن تلك البذرة قد استمرت في الانتشار والتنقل من وسيط إلى وسيط (من شريط الفيديو إلى القرص إلى صفحة النت إلى شبكات التواصل ….الخ) إنها مثل الفيروس الخبيث الذي يتنقل بين الوسائط ليصل لأكبر ضرر ممكن في جسم (البشرية). والله المستعان.
كتب بدأت بقرائتها
الوصية الصغرة (ابن تيمية)
رسالة صغيرة أخرجها أحد المحققين من مجموعة فتاوى ابن تيمية، وهي عبارة عن رد لسؤال ورد الشيخ لشخص يريد منه وصية، فأعطى الوصية المستوحاة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوصى معاذاً (يا معاذ! (1) اتق الله حيثما كنت، (2) وأتبع السيئة الحسنة تمحها، (3) وخالق الناس بخلقٍ حسن) ثم أفرد لكل عنصر بعض التوضيح والتفصيل.
هو كتاب صغير تنتهي منه في جلسة، عدد صفحاته 64 لكن مليئة بالحواشي وتخريج الأحاديث والزيادات من المحقق. (للتحميل)
طبقات الأمم (صاعد الأندلسي)
كتاب يتحدث عن الأمم القديمة، مثل الهند والفرس والروم وغيرهم، ويعطي الكثير من المعلومات التاريخية (قد لا تكون كلها دقيقة أو صحيحة)، وهو يركز على إنجازات الأمم في الحضارة الإنسانية وتمايز كل أمة عن غيرها، بشكل عام هو كتاب لطيف ومشوق رغم قدمه (كتب في 1068م)، أما صفحاته فأقل من 200.
النسخة التي أقرأها هي نسخة قديمة وضمن الملكية العامة، تقع في 158 صفحة فقط، بتحقيق (لويس شيخو) يمكن تحميلها (عبر هذا الرابط)، وهنالك نسخة أحدث محققة بشكل أفضل من دار الطليعة، وهذه صفحة الكتاب (في قود ريدز).
حلقات سمعية وبصرية
عن الكتابة مع أحمد الحقيل (ساعة ونصف)
بودكاست من موقع (ثمانية) مع الروائي والكاتب (أحمد الحقيل)، تناولت الحلقة النقاش عن الكتابة بشكل عام وعن النشر والرواية والقصة القصيرة وأشياء كثيرة متفرقة، وعبر هذه الحلقة يمكن معرفة توجه الكاتب وجوانب من شخصيته وآرائه، وقد صرح الأخ أحمد الحقيل أن اهتمامه الأكبر هو في تسجيل التغيرات الرهيبة التي حدثت في المجتمع وكيف تعامل الإنسان (السعودي خصوصاً) معها.
مقالات وملخصات
مقالات عن كتابة السيرة الذاتية
نشرت المجلة العربية في عددها رقم 531 ملفاً دسماً عن (كتب السيرة الذاتية) شارك فيه عدة كتاب حول هذا الموضوع، وقد قرأت أكثر من مقالة في ذلك الملف عبر النسخة الورقية. وقد تعرفت على عدة أسماء لكتب متعلقة بالسير الذاتية، منها:
- بين المكاشفات والكرامات: سيرة ابن عربي
- التصوف والمتصوفة: الحلاج
- طوق الحمامة: سيرة ابن حزم
- كتاب سيرة ذاتية لأبي حيان التوحيدي
- الاعتبار: مذكرات أسامة بن منقذ
- التعريف بابن خلدون ورحلاته شرقاً وغرباً
- اعترافات جان جاك روسو
- الساق على الساق فيما هو الفارياق (أحمد الشديقان)
- تخليص الإبريز في تلخيص باريز (رفاعة رافع الطهطاوي)
- مذكرات أميرة عربية (سالمة بنت سعيد (أو) إميلي رويته)
- أنا ملالا (ملالا يوسفزاي)
بعض محاضرات TED والتي كتبت عنها في صفحة مستقلة