لا تتوقع المعجزات بعد الدعاء

كان يعاني من مشكلة صحية ويدعو الله أن يشفيه، وحين اقترحت عليه أن يذهب لدكتور أو يجري فحوصات، رفض ودعى الله أن يشفيه دون ذهابٍ إلى دكتور وبلا أية فحوصات، فقلت له أن هذا لا يصح، ادع الله لكن لا تحدد عليه طريقة الإجابة، فليدبر الأمر كيف يشاء بحكمته، اطلب الصحة من أي طريقٍ أتت وبأي سبب قُدِّرت، إما عبر روشته طبيب، أو عبر حزمة أعشاب، أو حتى عبر الماء الذي تشربه، الله يفعل ما يشاء.

من أكثر الأشياء التي ندعوا الله بها؛ أن يوسع لنا في الأرزاق، لكنني رأيت أن الاستجابة تأتي بأشكال متعددة، والكثير منا لا يفطن لذلك، فقد تدعو الله مرة مضطرًا فيأتيك رزقٌ مباشر بدون مجهود ولا حسبان، ومرة تدعوه فيأتيك الرزق على شكل عميل جديد يتواصل بك، وأنت هنا تختار، إما أن تقبل هذا الرزق أو ترفضه، إما أن تعمل لتكسب قوتك أو تبقى في حالتك منتظرا إجابة الدعاء الذي استجيب فعلاً وأتاك على هيئة عمل أو عميل.

ومرة -وهذا يحتاج لتنبه وفطنة- تأتيك الإجابة على شكل معلومة، هذه المعلومة تفتح لك بابًا أو توسِّع لك آخر، وهذا يحدث كثيرًا، وقد حدث مرة أن أحدهم كان يشتكي من قلة الرزق ويدعو الله بالتوسعة، وقد جلسنا يومًا وتناقشنا وأخبرته بمعلومة لا يعرفها يمكن لها إن طبقها أن تدر عليه المال، لكنها تحتاج لشغل وعمل، هي مجرد معلومة خام لا تفيدك بأن تعرفها فقط، بل بالتطبيق والصبر، المهم أنه تثاقلها ومرت الأيام ولم يعمل بنصيحتي، فتأملت وقلت في نفسي: كم من إجابة أتتك يا عمر على شكل معلومة فأدرت لها ظهرك؟

لا تحدث المعجزات كثيرًا، والخوارق لطبيعة الأشياء ليست أمرًا شائعًا، ونحن هنا من أجل العمل، لذلك فلا تتوقع أن تنزل عليك قربة من السماء، أو أن يطرق بابك أحدٌ ويعطك حزمة دولارات، أنت تدعو والله يسهل لك الطريق ويرشدك للفعل، ويبقى عليك أن تمضي فيه وتصبر عليه، وإن شق عليك فادعو الله بالعون، وان احترت فادعوه بالإرشاد، ولا تتوقف عن الدعاء وكن فطنًا بطرق الإجابة، ولا تنسَ أن تشكره دائمًا، في المنع والعطاء، واستغفره على التقصير في الأداء، ومتى أدمت اللُجوء في بابه، عشت سعيدًا لا تكدر أيامك الأحداث، ولا تنغص حياتك المجريات، رزقنا الله حبه وقُربَه.