مجلة العربي

مجلة العربي، حبٌ قديم يعود من جديد

بالأمس اشتريت مجلة العربي
هل تعلمون كم سعرها في هذا البلد؟
لنقم أولاً بجولة استطلاعية قبل أن أخبركم بالسعر الذي سيفاجئكم.

بالطبع تعرفون أن طبعتها فاخرة، ورق ملون أملس يداعب برقة أصابع يدك، أما صفحاتها فتزيد عن الــ200 صفحة، الحجم مناسب، لا كبير يضنيك حمله، ولا صغير يفقدك متعة القراءة والتصفح، إنها بحق مثالية الشكل والمظهر.

في البدء، هنالك مقال مدير التحرير، هو مقال رأي تتجاذب أطراف الحديث مع أحدهم عبر وسيط الكلمات، لا مشكلة إن لم يعجبك وجهة نظر هذا أو ذاك، فهناك مالذ وطاب من مقالات ثقافية واستطلاعاتٌ مرئية، والكثير مما قيل.

في (أوراق أدبية) حوارٌ مع أحد الكتاب المعروفين، هي فرصة للدخول إلى شوارع عقله قبل أن تشتري كتبه، فقد يعجبك ويكون باب دخولك إلى عالمه.

أما في (قضايا عامة) فكتب فيه أحد الدبلوماسيين القداما بعض الأحداث الغريبة، هي مقالة أشبه بالمذكرات الشخصية التي تثير عندك الفضول وتضيء النور على جوانب لم تكن تعلمها.
حسناً، لقد أشبعت فضولك، فمذا بعد في هذه الصفحات الملونة.

ألوانٌ تظهر لك بعض ألوان الحياة الجميلة، وفي هذا العدد زيارة لدولة آسيوية مدعومة بالكثير من الصور المبهجة، هي رحلة مجانية عبر قارب الكلمات، قام بها من يحسن صياغة العبارات، ثم صنع من تجربتة قصة ماتعة كتبت في قسم (استطلاعات).

هنالك في أحد الصفحات بعض أقوال المفكرين والمشهورين مما يحدث في زماننا الحاضر، هي عبارات مقضبة تسلي بها وقتك وتقتل بها مللك.

تتعرف على شخصية أخرى في باب (وجهاً لوجه) وتقرأ شعراً جميلاً في صفحة من الصفحات، ثم تقرأ بعض المقالات الأدبية وأخرى معرفية، تنوع يبحث عن مصدر شغفك، ويتلمس مكامن اهتماماتك، حتى تجد بغيتك فتلتهم الكلمات بشهية الجائع للمعرفة التائق للحكاية.

في باب (شخصيات) تتعرف على أحدٍ قد مات، يحكي لك أحد معجبيه ما قال وما قيل عنه، وفي السينما يحدثك النقاد والمعجبون، بقصص الأفلام والحكايات، وهنالك استراحة بسيطة، اسمها (طرائف عربية).

أما في (البيت العربي) فهنالك مساحة للمتخصصين والمهتمين، أما الحكاؤون، فلديهم مسابقة دورية لأحسن القصص القصيرة، هي (قصص على الهواء).

إنها فعلاً رحلة معرفية وأدبية رائعة، تسلك دربها كل شهر حين تشتري هذه المجلة، وبكم تشتريها يا ترى؟ بـجنيه وربع الجنيه فقط، هذا هو سعرها في مصر يا سادة يا كرام، وهو ما يعادل سبعة سنتات من الدولار الأمريكي (12 نسخة بدولار واحد)، فتخيل معي هذا الثمن البخس، وهذه الفائدة والمتعة الجمة، إنها حقة لفرصة.

كنت أشتري قديماً هذه المجلة دون أن أقرأها، كنت طفلاً في عالم الفن والأدب، ثم انقطعت أعواماً كثيرة، أما اليوم فأنا ألتهم صفحاتها بنهم عجيب، وأقول في نفسي، كيف كنت لاهياً عن هذه المنحة المعرفية الرائعة، كيف لم أكن أشتري هذه المجلة الشهرية الماتعة؟

شكراً للقائمين على مجلة العربي، شكراً لهم فعلاً، فهم يدعمون الثقافة العربية أعظم دعم، ويؤدون رسالة نهضوية بأروع صورة.

أنصحكم بأن لا تفوت شراء هذه المجلة، وأن تقرأوا، وتعودوا أولادكم على القراءة، فالقراءة حياة، والحياة لا تكون جميلة وثرية إلا بالقراءة.
دمتم في خير
عمر