قصة الطفل واختراعه العجيب

كتبت هذه القصة بعد أن كتبت القصة السابقة، حيث شعر ابني الأصغر بالغيرة وكاد قلبه ينفطر وأنا أكتب مع ابنتي قصة (الفتاة) لقد أراد قصة أخرى بطلها (ولد) قصة تعبر عنه ويشعر بالانتماء إليها، فما كان مني إلا أن استجبت لمطلبه وقمنا بكتابة هذه القصة على عجالة.

هنالك طفلي يعيش من أسرته في منزل جميل، وكان أصغر أخوته، يدرس في الصف الثاني لكن المدرسة لم تكن تبلي طموحاته، فهو يحب الاختراعات، ولديه عقل لبيب، يفهم الرياضيات بسهولة، ويحب أن يفكفك الألعاب والأشياء لاستكشاف طريقة عملها.

كان يحتفظ ببقايا الألعاب في صندوق كبير، تجمّع لديه الكثير من القطع البلاستيكية والمعدنية، وهنالك الأسلاك الكهربائية بالإضافة إلى البطاريات والمحركات الصغيرة، وقد اكتسب الطفل معرفة جيدة بطريقة عمل الأشياء بفضل تعلمه الذاتي من تفكيك تلك الألعاب، وفي أحد الأيام قرر أن يصنع شيئاً مميزاً.

كان الطفل وحيداً في المنزل في أحد الأيام، نظر إلى ما لديه من قطع كثيرة، فلاحت له فكرة، لماذا لا يصنع لنفسه إنساناً آلياً ليلعب به حين يكون وحيداً في المنزل، فبدأ بصنع الرجل الآلي من تلك القطع، قطعة تلو قطعة، حتى اكتمل العمل، ثم قرر أن يقوم بطلائه، فاختار اللون الأبيض والأزرق، فعاد كالجديد، وفي اليوم التالي قام بعمل تعديلات وجعله يتحرك، وفي اليوم الثالث قام بتركيب الأزرار والبطاريات، وكل ذلك تم بالاستعانة بشبكة الانترنت، فقد كان يشاهد الفيديوهات التعليمية ويطبق ما تعلمه على اختراعه الجميل، حتى اكتمل الاختراع، ففرح به فرحاً شديداً، وأمضى اليوم وهو يلعب به.

في اليوم التالي، زارهم بعض الأقرباء، وكان معهم أولادهم، وحين شاهدوا تلك اللعبة، أعجبوا بها، وقال أحد الأطفال: “أريد يا أبي أن تشتري لي مثل هذه اللعبة” فسأل الأب الطفل المخترع عن المكان الذي اشترى منه لعبته، فلما أخبره بأنه صنعها بنفسه، اندهش الرجل من قدرة هذا الطفل على صنع هذه اللعبة، ثم سأله إن كان يوافق على بيعها لهم، ففكر الطفل قليلاً، ووافق على ذلك، لكن الطفل الآخر بكى وأراد مثل أخيه، فوعده الطفل المخترع أن يصنع له لعبة مشابهة ويبيعها له بعد عدة أيام.

وهكذا قام الطفل المخترع بشراء بعض الأدوات الاحترافية بالمال الذي حصل عليه من بيع لعبته، وبعد أن صنع اللعبة الثانية وباعها، انتشر خبره بين الأطفال، وأتته الطلبات الكثيرة من أجل صنع ألعاب أخرى، واستمر على هذا الحال، يبيع الروبوتات ويشتري أدوات ومعدات، وبعد سنة كان قد أصبح لديه ورشة متكاملة، فيها كل المعادت وكل الأدوات.